القائمة الرئيسية

الصفحات

برتراند راسل و فيتجنشتاين ، نظرية الذرية المنطقية

 


برتراند راسل

 


يعتبر برتراند راسل الواضع الأول لنظرية الذرية المنطقية وذلك في سلسلة من المحاضرات التي ألقاها في لندن والتي طبعت في مجلة مونيست Monist ثم بعد ذلك في مقال - بشيكاغو في 1918 1919 بعنوان الذرية المنطقية نشر في عام  1924 لينشر الكل في كتاب بعنوان المنطق والمعرفة في عام .[1] 1956

 

راسل هو من أهم رواد الحركة التحليلية المعاصرة مع مور، وفتغنشتاين، وقد ثار على الفلسفة المثالية مستخدما المنهج التحليلي، وتحول من المثالية إلى الذرية المنطقية إلى التحليلية إلى الواقعية الجديدة. حيث "أكد رسل مرات عديدة على انتمائه إلى التحليلية، والتحليل عنده هو التحليل المنطقي، والنتائج التي يتوصل إليها بواسطة التحليل نتائج منطقية( ذرات منطقية )وليست فيزيائية، إلا أن رسل لم يضبط مفهوم التحليل الذي أقام عليه كل فكره، ولم يحدد وسائله، إلا ما يمكن للباحثين استخلاصه من تحليلاته ومن فلسفته." [2]

 

و التحليل يعني تمييز المشكلات وتقسيمها إلى عدد من المشكلات الجزئية حتى يسهل تناولها واحدة بعد الأخرى.

أراد راسل بالتحليل أن يجعل الفلسفة بحثا نظريا خالصا في الأشياء والعالم وألا تتجاهل الفلسفة معطيات العلم ونتائجه . كما نادى بوجوب اتخاذ مبادئ المنطق ونظرياته أساسا للبحث الفلسفي، بقدر ما تسمح به طبيعة الأشياء، حيث اعتبر المنطق هو صميم ماهية الفلسفة.

 

وما ساعد راسل على على الانتقال إلى المنطق كونه جاء محملا بتراث غني في التحليل المنطقي والرياضي، " ولعل أهمية راسل في هذه التحولات الكبيرة التي شهدها تاريخ المنطق والرياضيات والفلسفة

هو أنه خط مسارا جديدا في التحليل، فبدلا من التحليل اللغوي، ركز على التحليل المنطقي[3]"

4

تبحث الذرية المنطقية في إمكانية إرجاع القضايا المركبة إلى القضايا البسيطة التي تكونها وهي "نظرية ميتافيزيقية تحلل ما وجد في العالم من أشياء ووقائع مركبة إلى أبسط ما يمكن الوصول إليه، ومع تحليل الموجودات، تحليل للقضايا التي تعبر عنها، ولذلك تأتي النظرية محاولة تفسير العلاقة بين اللغة والواقع" [4] وسماها راسل بنظرية الذرية "لأنها ترد كل ما ندركه في العالم من أشياء ووقائع مركبة على أبسط أجزائها، ويُسمي النظرية ذرية منطقية لأن الذرات التي نود الوصول إليها ذرات منطقية لا فيزيائية، ولذلك تستعين النظرية بالمنطق في صياغتها" [5]

 

وتقوم هذه النظرية على مبدأين [6]

 

أ( مصادرة التعددية: وهي الاعتقاد بأن العالم مؤلف من عدد كبير من الكائنات المستقل بعضها عن بعض، لكنها تترابط بعلاقات خارجية، سواء كانت هذه الكائنات أشياء مادية جزئية أم وقائع.

 

ب( ثاني المصادرات هو استخدام منهج التحليل: تحليل الكائنات المركبة إلى كائنات أكثر بساطة يمكن إدراكها بطريق تجريبي مباشر.

 

الذرية المنطقية عند فتغنشتاين

 


"يرى فيتجنشتاين أن العالم يتألف من وقائع تقبل التحليل إلى وقائع بسيطة، وإن اللغة هي مجموعة من قضايا تقبل التحليل بدورها على قضايا بسيطة، حيث تكون صورها المنطقية دليلا جيدا لفهم الصور المنطقية للوقائع المقابلة لها." [7]

يبدأ فتجنشتاين في رسالة منطقية فلسفية بتحليل العالم وذلك لأن تحليل اللغة يعتمد أساسا على تحليل العالم واللغة يحللها إلى مجموعة من القضايا الأولية التي يتوقف صدقها أو كذبها على مدى مطابقتها للواقع الخارجي.

 

كان هدف راسل وفتجنشتاين من صياغة نظرية الذرية المنطقية هو "محاولة إقامة لغة مثالية رمزية تتجنب كل عيوب اللغة العادية.[8]"  

 

وتقوم  الذرية على أن العالم كثرة ذات طبيعة منطقية، والذرات المنطقية في العالم هي الوقائع، تقابلها ذرات في اللغة هي القضايا[9]

إلا أنهما تراجعا فيما بعد عن هذه النظرية وذلك لكون " العالم مؤلفا من عدد هائل من الوقائع المركبة بحيث يستحيل ردها إلى وقائع بالغة البساطة بالطريقة التي صاغتها النظرية بل لا نستطيع تقديم معيار للبساطة المطلقة، ولا التمييز بين البسيط مطلقا والمركب"__[10]



[1]      جمال حمود، فلسفة اللغة عند لودفيغ فيتجنشتاين. منشورات الإختلاف، الجزائر الطبعة 1  2009 ص 117

[2]  أحمد عبد الحليم عطية، الفلسفة التحليلية، ماهيتها، مصادرها، مفكروها ص 80

[3]  نفسه ص 69

[4]  محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة. دار النهضة العربية ، بيروت 1985 ص 435

[5]  محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة. ص 31

[6]  محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة. ص 38

  [7]  فلسفة اللغة عند لودفيغ فيتجنشتاين، جمال حمود. ص 118

[8]  محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة.ص 32

[9]  فلسفة اللغة عند لودفيغ فيتجنشتاين، جمال حمود. ص 20

[10]  محمود فهمي زيدان، في فلسفة اللغة. ص 39

 

تعليقات

المحتويات