القائمة الرئيسية

الصفحات

شلايرمخر المؤسس الفعلي للهرمنيوطيقا، التأويليات

 


تنسب كلمة الهرمنيوطيقا إلى الإله هرمس، الذي يقال إنه رسول آلهة الأولمب، والذي كانت له مهمتان، الأولى نقل كلام كبير الآلهة زيوس إلى الآلهة الآخرين، أما مهمته الثانية فهي القيام بوساطة بين الآلهة والبشر، حيث يترجم كلام الآلهة للبشر حسب فهمهم وقد ا رتهم الاستيعابية .

نشأت الهرمنيوطيقا نشأة دينية لرغبة الناس في فهم النصوص الدينية وتفسيرها خاصة التوراة والإنجيل، إذ كانوا يعتقدون أن هناك معاني مستترة خلف تلك المعاني السطحية الظاهرة للنصوص، وأيضا " لمواجهة سلطة القراءة الأحادية للنصوص الدينية وغيرها [1]" ، وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار الهرمنيوطيقا فن تأويل وترجمة الكتاب المقدس.


تفاصيل أكثر عن نشأة الهرمنيوطيقا وتاريخها

 

وقد ظلت الهرمنيوطيقا مرتبطة أساسا بالنص الديني طيلة مراحل تطورها، حتى جاء الفيلسوف الألماني شلايرمخر، والذي قام بنقلة نوعية كبيرة في علم الهرمنيوطيقا حيث وسع اهتمامات هذا العلم، وربطه بالفهم، وجعله علما قائم الذات، ويشمل مختلف الخطابات والنصوص.


يمكنك الاطلاع أيضا على مفهوم التأويل في الفكر العربي الإسلامي


حرر شلايرمخر الهرمنيوطيقا و أخرجها من دائرة الإستخدام اللاهوتي ليكون علما أو فنا لعملية الفهم وشروطه في مستوى تحليل النصوص، ولتصبح علما قائما بذاته يعمل على فهم النصوص من مختلف المجالات، حيث يرى أن النصوص رغم اختلافها إلا أنها كلها تأتي في قالب لغوي. فالنص هو الوسيط اللغوي الذي ينقل فكر المؤلف على المتلقي، وقد أشار شلايرمخر إلى أن فهم النص والوقوف عند معناه الصحيح يحتم على المؤول د ا رسة لغة الخطاب ونفسية مؤلف هذا الخطاب، وتتطلب هاتان العمليتان من المؤول أن يكون متمكنا من اللغة، وله قدرة على سبر أغوار النفس البشرية. ولفهم النص لا محيد للمؤول من الإحاطة بجميع جوانبه وسياقه، والغوص في أعماقه لفهم جزئياته، هذا ما يجعل المؤول يدور في حلقة لا متناهية سماها شلايرمخر الدائرة الهرمنيوطيقية، كما أن المؤول يجب أن يتحلى بالموضوعية ويبتعد عن الذاتية وإسقاط الأحكام على النص، ليتمكن من فهمه فهما سليما.



[1]  محمد علواش، دلالات التأويل في التداول المعرفي الغربي، ص 3 شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات.

تعليقات

المحتويات