يعتبر الهنود من الأقوام الأولى
التي انشغلت بمختلف القضايا اللغوية، سواء منها الصوتية أو الصرفية، أو التركيبية،
أو النحوية، أو الدلالية وغيرها.
ويرجع اهتمامهم هذا إلى رغبتهم
في الحفاظ على اللغة السنسكريتية، وهي لغة الهند القديمة ، وكذلك حرصهم على كتابهم
المقدس (الفيدا) الذي جمعوا فيه تعاليمهم الدينية، حيث حرصوا على أدائه بصورته
الصوتية المثالية. فهم يعتقدون أن لغة هذا الكتاب هي أقدم لغة على وجه الأرض.
وقد عالجوا منذ وقت مبكر جدا،
كثيرا من المباحث التي ترتبط بفهم طبيعة المفردات و الجمل.[1]
و تعتبر المباحث الدلالية من أهم القضايا التي
اهتم بها الهنود. إذ ناقشوا موضوعات عدة أبرزها:
+ نشأة اللغة: وهي من الإشكاليات التي أسرت فكر الدلاليين
الهنود وشغلت بالهم، فتساءلوا عن علاقة الأصوات بمعانيها. فمنهم من يقول بأن اللغة
هبة ربانية لا دخل للبشر فيها و آخرون يقولون بأنها من صنع الإنسان.
·
+العلاقة بين اللفظ و المعنى: لقد جذب هذا
الموضوع اهتمام الهنود قبل أن يهتم به اليونان، وانقسموا حوله إلى أربع اتجاهات
متباينة.
-
فريق يرفض فكرة التباين بين
اللفظ و المعنى بالقول أن كل شيء يتصور فهو مقترن بالوحدة الكلامية الخاصة به أو
الدالة عليه، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
-
يصرح الفريق الثاني بأن العلاقة
بين اللفظ و المعنى علاقة قديمة وفطرية أو طبيعية. و ربما كان أصحاب هذا الرأي هم
أنفسهم الذين يعتبرون نشأة اللغة كانت على أساس المحاكاة الصوتية.
-
فريق ثالث يصرح بوجود علاقة
ضرورية بين اللفظ و المعنى، شبيهة بالعلاقة بين النار و الدخان.
-
فريق رابع يرى أن الصلة بين
اللفظ و المعنى مجرد علاقة حادثة، ولكن طبقا لإرادة إلهية.
+أنواع الدلالات للكلمة:
درس الهنود الأصناف المختلفة التي تشكل دلالات الكلمات و اعتبارا لذلك قسموها إلى
أربعة أقسام:
-
قسم يدل على مدلول عام أو شامل
(رجل).
-
قسم يدل على كيفية (طويل).
-
قسم يدل على حدث (جاء).
-
قسم يدل على ذات (محمد). [2]
يتبين مما سبق نشوء وعي مبكر لدى الهنود القدامى
بالمسائل اللغوية خاصة منها الدلالية، وبالأخص علاقة اللفظ بالمعنى المكونان
الأساسيان للعلامة اللغوية.
تعليقات
إرسال تعليق
مرحبا بتعليقك