القائمة الرئيسية

الصفحات

 

¬                       مفهوم الإعلام

 


الإعلام جزء من الاتصال، فالاتصال أعم و أشمل. كلمة الإعلام " مشتقة من العلم: تقول العرب استعلم الخبر فأعلمه إياه، بمعنى صار يعلم الخبر بعد أن طلب معرفته"[1] كما يعني الإعلام في اللغة الإطلاع على الشيء فيقال: أعلمه بالخبر أي أطلعه عليه. ومعناه في المصطلح الدارج هو اطلاع الجمهور بإيصال المعلومات إليهم عن طريق وسائل متخصصة بذلك، فينقل كل ما يتصل بهم من معلومات وأخبار تهمهم، وذلك بهدف توعية الناس وتعريفهم وخدمتهم بأمور الحياة[2]

    عندما يقوم مصدر معين، والذي يكون في غالب الأحيان عبارة عن منظمة ، بتوظيف التكنولوجيا باعتبارها وسيطا للتواصل مع جمهور كبير. حينها يقال أن الاتصال الجماهيري أو الإعلام قد حدث.

مثال : يستخدم مهنيو نيويورك تايمز (منظمة) المطابع والجرائد ( التقنيات الوسيطة) للوصول إلى قرائهم (الجمهور الكبير). ويستخدم الكتاب والمنتجون والمخرجون وغيرهم من المهنيين في Cartoon Network مختلف تقنيات الصوت والفيديو، والأقمار الصناعية، والتلفزيون، و أجهزة الاستقبال المنزلية للتواصل مع جمهورهم. و تضع شركة Warner Brothers إعلانات في المجلات لتخبر القراء بالأفلام التي تصدرها.[3]

من نواح كثيرة، تعتمد الاتصالات الجماهيرية (الإعلام) على الكمية أكثر من الجودة، بينما تعتمد الاتصالات بين الأشخاص على الجودة أكثر من الكمية. لكن الاتصالات الجماهيرية يمكن أن تصل إلى عدد أكبر من الأشخاص في وقت واحد (كمية أكبر) مما يمكن أن يصل إليه التواصل بين الأفراد فيما بينهم.

على سبيل المثال ، في 20 يناير 2009 اجتذب التنصيب الرئاسي لباراك أوباما 37.8 مليون مشاهد تلفزيوني في الولايات المتحدة .وثلاثة أيام قليلة بعد ذلك ، أكثر من 95 مليون متفرج أمريكي شاهدوا مباراة السوبر بول. كما شاهدها ملايين الأشخاص حول العالم.[4]

     يعني هذا أن الإعلام هو نوع من الاتصال الجماهيري المتميز بالتعدد والضخامة في كل عناصره، ففي هذا النوع من الاتصال يتحول الفرد المرسل أو القائم بالاتصال إلى مؤسسات ومنظمات تضم عددا من الأفراد المحترفين، بغرض إعداد وصياغة الرسائل الاتصالية المتعددة والمتنوعة التي ترسل إلى جمع غفير من المتلقين المنتشرين في عدة أماكن، بواسطة وسائل آلية أو إلكترونية من أجل إحداث تأثيرات متنوعة في هؤلاء المتلقين.[5]

الإعلام هو: بث رسائل واقعية (الأخبار و الأحداث الواقعية اليومية) أو خيالية (القصص، المسرحيات، التمثيليات، الأغاني) تتصل بموضوعات معينة على أعداد كبيرة من الناس مختلفين فيما بينهم من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، يوجدون في مناطق متفرقة[6]

وعرفه سمير حسن على انه كافة أوجه النشاط التخاطبي التي تستهدف تزويد الجمهور بكافة الحقائق والأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة..بطريقة موضوعية وبدون تحريف بما يؤدي إلى خلق اكبر درجة ممكنة من المعرفة والوعي والإدراك والإحاطة الشاملة لدى فئات جمهور المتلقين[7].

عرفه عبد اللطيف حمزة بأنه: "تزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة".[8]

وفي تعريف آخر فالإعلام هو: التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت.[9]

أي إمداد النّاس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب حول موضوع أو واقعة معينة أو مشكلة، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيرا موضوعيًا عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم.

وهو "العملية التي من خلالها يقوم شخص أو مجموعة من الأشخاص أو مؤسسة كبيرة بإنشاء رسالة ونقلها باستخدام نوع ما من الوسائط إلى مجموعة عريضة غير معروفة وغير متجانسة من الجماهير".[10]

       نفهم من التعريفات السابقة أن الإعلام يرتكز على نشر مجموعة من الأخبار والمعلومات باستعمال وسائل مختلفة بغرض التأثير في المتلقي. يعني هذا أن الإعلام هو إيصال المعلومات والمعارف، والأفكار، والثقافات السلوكية للمتلقي بطريقة معينة، عن طريق أدوات ووسائل الإعلام الخاصة بغرض الـتأثير فيه، وعن طريقها يكون الفرد معلوماته عن الواقع.

و يتميز الإعلام بقدرته على توصيل الرسائل إلى جمهور عريض متباين الاتجاهات والمستويات، ولأفراد غير معروفين للقائم بالاتصال، تصلهم الرسالة في نفس اللحظة، وبسرعة فائقة، مع مقدرة على خلق رأي عام، وعلى تنمية اتجاهات و أنماط من السلوك غير موجودة أصلا، والمقدرة على نقل الأفكار والمعارف والترفيه.[11]  فالإعلام هو وسيلة لنشر المعلومات أو الرسائل بين جماهير غير متجانسة كبيرة ومجهولة ومتناثرة من خلال استخدام معدات متطورة. بعبارة أخرى، الإعلام هو إرسال الرسالة الإعلامية عبر وسيط جماهيري لعدد كبير من الأشخاص.



[1]  زهير احدادن، مدخل لعلوم الإعلام والاتصال.1991، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، ص 13.

[2]  وفيق صفوت مختار، وسائل الإعلام والاتصال وتشكيل وعي الأطفال والشباب.2010 ، القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر، ص 33.

[3] Stanley J. Baran, Dennis K. Davis .MASS COMMUNICATION THEORY.2010 Wadsworth, Cengage Learning, Boston USA, 6 th. P 5.6.

[4] Peyton Paxson. Mass communications and media studies. P3

[5]  محمد عبد الحميد، نظريات الإعلام واتجاهات التأثير.2004، عالم الكتب، القاهرة، ط3، ص 39.

[6]  منال طلعت محمود، مدخل إلى الاتصال. 2002، ص22

[7]  عبد الله معتز سيد، الحرب النفسية والشائعات. 1998 دار غريب للطباعة و النشر والتوزيع،،القاهرة، ص38 .

[8]   عبد اللطيف حمزة، الإعلام تاريخه ومذاهبه. 1965، دار الفكر العربي، القاهرة ، الطبعة 1 ص 23.

[9]  منال طلعت محمود، مدخل إلى الاتصال. ص173.

[10]  عبد الرزاق الدليمي، نظريات الاتصال في القرن الحادي والعشرون.2016، دار اليازدي العلمية، عمان، ص102.

[11]  حسن عماد مكاوي، ليلى حسن السيد. الاتصال ونظرياته المعاصرة.1998، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، ط1،ص32.

تعليقات

المحتويات